الاثنين، 22 أغسطس 2016

ترجمة الشيخ عبد القادر بن أحمد الدمشقي المعروف بابن بدران ـ كتبها الشيخ محمد بن سعيد بن غباش المري الإماراتي ـ رحمهما الله تعالى ـ

ملاحظة: هذه الرسالة في طور الطباعة الورقية وإجراءاتها ...



ترجمة الشيخ/ عبد القادر بن أحمد الدمشقي المعروف بابن بدران ت 1346هـــ

كتبها الشيخ/ محمد بن سعيد بن غباش المري ت 1388هـــ

اعتنى بها/ عمار بن سعيد بن طوق المري


                                          بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
        أما بعد؛ فهذه صفحات، كتبها: العالم، المحقق، المتفنن، القاضي، الشيخ، محمد بن سعيد بن غباش، المري، الحنبلي، المتوفى سنة، 1388هـــ، ـــ رحمه الله تعالى ـــ، من علماء رأس الخيمة، بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وقد طُبعت هذه الرسالة، ملحقة بكتاب: ( المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل )، للشيخ، الشهير، العلامة، المحقق، المتفنن، عبد القادر بن أحمد، الدمشقي، المعروف بابن بدران، المتوفى سنة 1346هـــ، ـــ رحمه الله تعالى ـــ، في طبعته الأولى، التي أصدرتها إدارة الطباعة المنيرية، بالقاهرة، بعد وفاة المصنف، الشيخ، ابن بدران ـــ رحمه الله تعالى ـــ.
وهذه الرسالة؛ لم أجد أحدًا ممن ترجم للشيخ/ ابن غباش ـــ رحمه الله تعالى ـــ: ذكرها ضمن مؤلفاته؛ لأنه كتبها قديماً أيام شبابه، أثناء دراسته في مصر، ولم يطبعها مفردة؛ بل ألحقها بكتاب، وهذا الكتاب طبع في مطبعةٍ أُغلقت قديماً كذلك، وهي المطبعة المنيرية، إلا أن نسبتها إليه مجزوم بها؛ لأن في آخرها: ( محمد بن سعيد، الحنبلي، العماني )[1].
والعارف بالشيخ، وسيرته، وتراثه؛ إذا قرأ هذا الاسم؛ لم ينصرف ذهنه إلا إليه، وقد قرأت، بخطه، في موضع آخر، وهو الصفحة الأولى من مخطوطته، التي نقل فيها بعض ما في روزنامة الشيخ عبد الله العيوني، في علم الفلك[2]، قوله: ( وكتبه محمد بن سعيد بن غباش العماني الحنبلي )، وهذا مثال، استوفى فيه الكلمات الأربع التي ذيّل بها هذه الترجمة، وزاد كلمة خامسة موضحة، وهي كلمة: ( غباش )، وإلا فذكره كلمة ( العماني ) في سرد نسبه كثير جدًا، بعضه في المنشور، وأكثره فيما لم ينشر مما ذيّل به تعليقاته على كتبه الشخصية.
وكذلك القرائن التي سيأتي ذكرها من خلال البحث في التواريخ تؤيد نسبة الرسالة إليه.
وإني لما رأيت هذه الرسالة الملحقة بالكتاب، ورأيت اسم كاتبها في آخرها؛ تساءلت: كيف وصلت هذه الرسالة إلى هذا المكان ؟ وكيف طبعت في هذه المطبعة العتيقة ؟ وفي هذا الوقت المتقدم ؟ خاصة وأن هذه الطبعة لهذا الكتاب كانت بدون تاريخ.
        ومن خلال البحث في التواريخ[3]؛ ظهر لي: أن الشيخ ـــ رحمه الله ـــ، كتب هذه الرسالة، في عام 46 أو 47 أو 1348هـــ، حين كان في مصر، يدرس في الأزهر الشريف، وذلك أن المطبعة المنيرية، لصاحبها الشيخ، محمد منير آغا، الدمشقي، المتوفى سنة 1376هـــ، ـــ رحمه الله تعالى ـــ، خريج الأزهر الشريف، أنشئت عام 1337هـــ، في القاهرة، وقد دخل الشيخ، ابن غباش ـــ رحمه الله ـــ، القاهرة، للدراسة في الأزهر، عام 1345هـــ، وخرج من القاهرة، عام 1348هـــ.
فالتوافق المكاني والزماني، بين الكاتب والمطبعة، الذي هو مظنة أن يكتب الكاتب ـــ رحمه الله ـــ، فيه هذه الترجمة؛ هو: القاهرة ـــ مكاناً ـــ، وهو كذلك الأعوام: 45، 46، 47، 1348هـــ ـــ زماناً ـــ.
إلا أن من المقطوع به؛ أن هذا الكتاب طبع بعد وفاة الشيخ/ ابن بدران ـــ رحمه الله ـــ، وكانت وفاته أوائل عام 1346هـــ، وذلك لأن الشيخ/ ابن غباش ـــ رحمه الله ـــ، قد ذكر وفاة الشيخ/ ابن بدران ــــ رحمه الله ــــ، في هذه الترجمة، وعليه؛ فتكون الترجمة كتبت بعده، فنخرج احتمالية أن يكون الشيخ كتب الترجمة في 1345هـــ، فتبقى: السنوات الثلاث المذكورة.
ويبعد ـــ أيضاً ـــ فيما يظهر، خاصة في ذلك الوقت المتقدم، الذي تصعب فيه وسائل الاتصال، أن يكون الشيخ، ابن غباش ـــ رحمه الله ـــ، قد كتب الترجمة، بعد خروجه من مصر، على أنه إن كان ذلك واقعاً؛ فإنه لن يكون متأخرًا جدًا؛ لأن المطبعة المنيرية، توقفت بموت صاحبها، الشيخ، محمد منير آغا، الدمشقي، سنة 1376هـــ، ـــ رحمه الله تعالى ـــ[4].
ومما يجدر التنبيه إليه؛ أن الشيخ، محمد بن سعيد بن غباش ـــ رحمه الله تعالى ـــ، كان مؤهلاً لكتابة هذه الترجمة، حتى حين كان طالباً في سنواته الأربع في الأزهر؛ فإنه ذهب إلى الأزهر للدراسة به في سن متأخرة، بالنسبة لما عليه الطلاب اليوم، حين يلتحقون بالجامعات؛ فقد كان عمره لما التحق به، نحو: 30 سنة، وكان قد حصّل قبل التحاقه تحصيلاً جيدًا في مختلف الفنون، وعمل قاضياً في بلده رأس الخيمة، نحو: 4 سنوات[5]، إضافة إلى ما حببّه الله إلى قلبه من العناية بالتراجم والأنساب والقبائل والتواريخ، التي هي ظاهرة في كتب الشيخ ورسائله وآثاره.
ويجدر التنبيه ـــ أيضاً ـــ، على: التوافق المنهجي بين توجه المطبعة المنيرية، والمنهج الذي ارتضاه الشيخ/ ابن غباش ـــ رحمه الله ـــ، وهو: العناية بتراث سلف الأمة؛ فقد عرفت هذه المطبعة بطباعة التراث العتيق، وعرف الشيخ/ ابن غباش ـــ رحمه الله ـــ، بسلوك هذا المسلك.
وأحب أن أقول ـــ هنا ـــ: إن هذا العالم الإماراتي الجليل: تبعثرت آثاره، وضاع كثير من تراثه، ولم يعرف قدره أكثر الناس، وإني أتمنى على من يقف على شيء من متفرق تراثه، من مخطوط، أو تعليق على مطبوع، أو مراسلات بينه وبين أهل العلم، أو حتى ورود اسمه في شيء من المكاتبات: أن يتحفني به ـــ مشكورًا ـــ[6].
        وحفاظاً على تراث الشيخ ـــ رحمه الله ـــ، وتوفيرًا لما كتبه بين يدي طلبة العلم، ومساهمة في جهود جمع تراثه، ونشره، التي يقوم بها عدد من الباحثين: رأيت أن أعيد إخراج هذه الرسالة، مع خدمتها: بإعادة صفها، والتقديم لها.
وخلاصة عملي في هذه الرسالة أني:
1ـ أعدت صفها بخط طباعي حديث، مراعياً في ذلك قواعد الإملاء، وعلامات الترقيم، وضبط ما يحتاج إلى ضبط[7].
        2ـ أثبتُّ حواشي الشيخ ابن غباش كما هي في مواضعها، وهي ( 8 ) حواشٍ، وكتبت بعدها: [ ابن غباش ]، وما عداها من الحواشي فهي لي.
        3ـ علقت على بعض المواضع، مع الاقتصاد في ذلك قدر الإمكان؛ إذ المقصد إخراج رسالة الشيخ كما هي، مع الاستغناء عن كثير من التعليق بكون ترجمة ابن بدران قد خدمت بتوسع، خدمات مفردة تليق بها.
والحاجة إلى تأليف مفرد عن الشيخ/ ابن بدران ـــ رحمه الله ـــ: كان سانحة سنحت[8] بخاطر الشيخ/ ابن غباش ـــ رحمه الله ـــ، كما سيأتي من كلامه في آخر هذه الترجمة.
        4ـ رقّمت أسماء الكتب التي أوردها المؤلف للمترجَم له.
        5ـ جعلت ما أضفته من كلامي أثناء النقولات: بين معقوفتين، هكذا: [      ].
6ـ قدمت لهذه الرسالة، بمقدمة يسيرة، تبين خبر وقوفي عليها، وما توصلت إليه من: تاريخ تأليفها، وطباعتها، وبينت كذلك عملي فيها.
7ـ ألحقت مصورة الترجمة بطبعتها القديمة: بهذه الطبعة الحديثة.
                                   
    كتبه/ عمار سعيد خادم بن طوق المري
                 




( نبذة من ترجمة المؤلف وطرف من أخباره )
        هو الشيخ، العلامة، المحقق، المفسر، المحدث، الأصولي، الكبير، الفقيه، المتبحر، النحوي، المتفنن: عبد القادر بن أحمد بن مصطفى بن عبد الرحيم بن محمد بن عبد الرحيم، الأثري، الحنبلي، الدومي، ثم الدمشقي، المعروف لقباً بابن بدران، ولد ببلدة دوما، من أعمال دمشق، وتلقى العلوم في مدة لا تزيد عن ست سنوات، عن جهابذة المشايخ، ( أشهرهم ): الشيخ، العلامة، محمد بن عثمان، الحنبلي، المشهور بخطيب دوما، المتوفى بالمدينة المنورة، سنة 1308، ثم بعد تلك المدة، عكف على المطالعة لنفسه[9]، حتى برع في الكتاب، والسنة، والأصلين[10]، والمذهب، ومعرفة الخلاف، وسائر العلوم العقلية، والأدبية، والرياضية، وتوفي بمدينة دمشق، في شهر ربيع الثاني، عام ست وأربعين وثلاثمائة وألف.
        كان ـــ رحمه الله ـــ، شيخاً، جليلاً، مقتفياً لطريقة السلف الصالح، مدافعاً عنها، صابرًا على أذى الأعداء فيها، تاركاً للتعصب، مع الدين، والتقوى، والعفة، والصلاح، زاهدًا في حطام الدنيا، متقللاً منها، متقشفاً في ملبسه، ومسكنه، ومعيشته، كثير التنقل بين قرى غوطة الشام؛ لتبليغ العلم للعامة، وتعليمه للطلبة الذين لا يستطيعون الرحلة؛ لأن أكثر أهل هذه القرى حنابلة المذهب، وارتحل إليه آخرون من القازان، وغيرها، فكانوا يسألونه عن المشكلات، فيحلها لهم بأجوبة مفصلة.
        كان فيما مضى يدرّس تحت قبة النسر، في الجامع الأموي: التفسير، والحديث، والفقه، ثم انتقل أخيرًا إلى مدرسة عبد الله باشا العظم، المشرفة على القلعة الفرنسوية، وكان شافعياً ثم تحنبل، وسبب ذلك كما قاله بعض الخواص[11]: ( كنت في أول عمري ملازماً لمذهب الإمام الشافعي ـــ رحمه الله ـــ، سالكاً فيه سبيل التقليد، ثم منّ الله عليّ، فحبب إلي الاطلاع على كتب التفسير، والحديث، وشروحها، وأمهات كتب المذاهب الأربعة، وعلى مصنفات شيخ الإسلام، وتلميذه ابن القيم، وعلى كتب الحنابلة، فما هو إلا أن فتح الله بصيرتي، وهداني للبحث عن الحق، من غير تحزب لمذهب دون مذهب، فرأيت أن مذهب الحنابلة؛ أشد تمسكاً بمنطوق الكتاب العزيز، والسنة المطهرة، ومفهومهما[12]، فكنت حنبلياً من ذلك الوقت ).ا.هـــ.
        وألّف المؤلفات النافعة، التي تشهد له بالفضل، وسعة الاطلاع، غير أن بعضها لم يكمل، ووجهه فيما يظهر: ما أصيب به من داء الفالج، في آخر عمره، حتى خدرت يمناه عن الكتابة، واستعان عليها باليسرى، فمنها:
1ـ كتابه: جواهر الأفكار ومعادن الأسرار، في التفسير، لم يكمل.
2ـ وكتاب: شرح سنن النسائي، لم يكمل.
3ـ وشرح العمدة، سماه: مورد الأفهام من سلسبيل عمدة الأحكام، جزآن.
4ـ وشرح ثلاثيات مسند الإمام أحمد.
5ـ وشرح الأربعين حديثاً المنذرية، في جزء.
6ـ وشرح الشهاب القضاعي في الحديث، في جزء.
7ـ وشرح النونية، لابن القيم، في التوحيد.
8ـ وشرح روضة الأصول[13]، لشيخ المذهب: موفق الدين، في مجلدين.
9ـ وله كتاب المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل، في الأصلين، والجدل، وبعض أسماء الكتب المشهورة لمشاهير الأصحاب، وهو هذا[14].
10ـ وحاشية على شرح المنتهى، جزآن، بلغ فيها إلى باب السلم.
11ـ وحاشية على شرح الزاد.
12ـ وحاشية على أخصر المختصرات[15].
13ـ وتعليق على مختصر الإفادات.
وكلا الكتابين؛ للشيخ، بدر الدين، البلباني.
14ـ ودرة الغواص في حكم الذكاة بالرصاص.
15ـ وحاشية على رسالة الشيخ الموفق، في ذم الموسوسين.
16ـ وشرحان على منظومتي الفرائض.
17ـ وله كتاب طبقات الحنابلة، لم يكمل.
18ـ وكتاب سبيل الرشاد إلى حقيقة الوعظ والإرشاد، جزآن.
19ـ وتهذيب[16] تاريخ دمشق للحافظ ابن عساكر، في ثلاثة عشر مجلدًا، اعتنى فيه بتخريج أحاديثه.
20ـ وكتاب الآثار الدمشقية والمعاهد العلمية، في جزء.
21ـ وإيضاح المعالم من شرح الألفية لابن الناظم، جزآن.
22ـ ولخص الفرائد السنية في الفوائد النحوية، للشيخ، أحمد، المنيني، الدمشقي، في رسالة سماها: آداب المطالعة.
23ـ وله شرح الكافي في العروض والقوافي، جزء لطيف.
24ـ والعقود الدرية في الفتاوى الكونية، في مجلد.
25ـ والعقود المرجانية في جيد الأسئلة القازانية، كبرى، وصغرى، في مجلد.
26ـ وتلخيص كتاب ( الدارس في المدارس )، للنعيمي.
27، 28ـ ورسالتان في: أعمال الربعين: المجيب والمقنطر.
29ـ وديوان خطب منبرية.
30ـ وديوان شعر اسمه: تسلية الكئيب عن ذكرى الحبيب.
ـ هذا سوى ما لدي[17] من الرسائل، والفتاوى، في أصناف العلوم، مما لو جمع لبلغ مجلدات، ولما كان منها ما يقع في كراس، وكراسين؛ أضربنا عنه خوف الإطالة[18].
        وبالجملة؛ فقد كان غرة عصره، ونادرة دهره، ذا مزايا حميدة، لا يمكن استقصاؤها إلا بتأليف خاص[19] ـــ رحمه الله رحمة واسعة ـــ.
        وقد رثاه بعض معاصريه بأبيات أثبتناها بتمامها، وهي قوله:     [ بحر البسيط ]
( نارُ الجوى قد سَرَت في الجسم بالسَّقَمِ

فالدمع ما بين مسجون ومُنسَجِمِ
عمَّ الأسى، وعلا السيل الزُّبى، ورَبَا،

وكدت لولا الحيا أصبو من الألمِ
أيحسب الغُمر أن العمر لا نَحَسٌ

به فيا قرب هذا الوهْم[20] للوهَمِ
يا عين جودي دماً سَحَّاً على أدم[21]

واستنزلي عبرًا أدهى من الدِّيَمِ
لام العَذول بإلحاح فقلت له:

إليك عني فلو أصبت لم تَلُمِ
إني كفانيَ من أمر دُهِمتُ به

فالحزن مني ودائي غير مُنحَسِمِ
بالله دعني أنوح هائماً وأَقُل

والهف نفسي لفقد البدر في الظُّلَمِ
بحر العلوم بحور العلم تغبطه

وابن الكريم فقل ما شئت من كرم
لاح اسمه[22] قمرًا في اللحد منخسفاً

حساً ومعنىً فحال القلب في ضَرَمِ
هو الذي تشرق الدنيا بطلعته

لا شمسها، وأبو إسحاق ذو الشيمِ
سقى ضريحَ حِماه صوبُ مغفرة

من الإله مزيلِ الكرب والنِّقَمِ
يا نفسُ لا تجزعي مما دهى فَلَكَم

لله من فرج يشفيكِ من ألمِ
فاستسلمي ودعي الأقدار جارية

فأنت صائرة لاشك في العدم
وانهي[23] صلاة بتسليم يقارنها

على شفيع الورى في مجمع الأممِ ).

                                                        محمد بن سعيد الحنبلي العماني

تمت رسالة الشيخ/ محمد بن سعيد بن غباش، المري، المتوفى سنة 1388هـــ، ـــ رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته ـــ، في ترجمة الشيخ/ عبد القادر بن أحمد، الدمشقي، المعروف بابن بدران، المتوفى سنة 1346هـــ، الملحقة بآخر الطبعة المنيرية، من كتاب ابن بدران المسمى بالمدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل.
      اعتنى بها/ عمار سعيد خادم بن طوق المري.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، أجمعين.





قائمة المصادر والمراجع

1.    إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام، لابن دقيق العيد، تحقيق محمد الفقي ومراجعة أحمد شاكر، مطبعة السنة المحمدية، جمهورية مصر العربية، القاهرة، 1372ه ـ 1953م.
2.    ترجمة للشيخ ابن بدران، كتبها نور الدين طالب، منشورة في الانترنت.
3.    الشيخ محمد بن سعيد بن غباش ـ السيرة الذاتية العلمية والعملية، إعداد الأستاذ بلال البدور، ندوة الثقافة والعلوم، الإمارات العربية المتحدة، دبي، 2004م.
4.    المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل، للشيخ عبد القادر بن بدران الدمشقي، تحقيق د. عبد الله التركي، وزارة التعليم العالي، جامعة الإمام محمد بن سعود، المملكة العربية السعودية، الرياض، نشر بمناسبة مرور مئة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية.
5.    روزنامة الشيخ عبد الله العيوني، نقل منها الشيخ محمد بن سعيد بن غباش، مخطوطة، مركز جمعة الماجد، دولة الإمارات العربية المتحدة، دبي.
6.    شرح الكوكب المنير، المسمى بمختصر التحرير أو المختصر المبتكر شرح المختصر في أصول الفقه، تأليف العلامة الشيخ محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن علي الفتوحي الحنبلي، المعروف بابن النجار، المتوفى سنة 972هـــ، تحقيق د. محمد الزحيلي، د. نزيه حماد، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وكالة شؤون المطبوعات والبحث العلمي، المملكة العربية السعودية، الرياض، 1424هـــ ــــ 2003م.
7.    علامة الشام: عبد القادر بن بدران الدمشقي ـــ حياته وآثاره، لمحمد بن ناصر العجمي، دار البشائر الإسلامية، لبنان، بيروت، 1417هـــ ـــ 1996م.
8.    علامة الكويت: الشيخ عبد الله الخلف الدحيان ـــ حياته ومراسلاته العلمية وآثاره، تأليف/ محمد بن ناصر العجمي، مركز البحوث والدراسات الكويتية، 1415هـــ ـــ 1994م.
9.    القاموس المحيط، لمجد الدين محمد بن يعقوب، الفيروزآبادي، ت 817 هـــ، تحقيق: مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة، بإشراف: محمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة، لبنان، بيروت، ط 7، 1424هـــ ـــ 2003م.
10.                       كشكول العلامة ابن بدران الدمشقي، لمحمد بن ناصر العجمي، دار البشائر الإسلامية، لبنان، بيروت، 1434هـــ ـــ 2013م.
11.                       مجلة المنار، بإشراف الشيخ محمد رشيد رضا ـ رحمه الله ـ، المكتبة الشاملة.
12.                       مقال في موقع الألوكة يتعلق بدور الطباعة، كتبه علي أحمد عبد الباقي.
13.                       نبذة من ترجمة المؤلف وطرف من أخباره، ملحقة بكتاب: المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل، لابن بدران، الطبعة المنيرية، جمهورية مصر العربية، القاهرة، بدون تاريخ نشر، كتبها الشيخ محمد بن سعيد العماني الحنبلي.
14.                       نزهة الخاطر العاطر، للشيخ، عبد القادر بن أحمد، المعروف بابن بدران، طبعت مع كتاب روضة الناظر وجنة المناظر، لموفق الدين ابن قدامة المقدسي، قرأه وعلق عليه ووثق نصوصه د. سعد بن ناصر الشثري، دار كنوز إشبيليا، المملكة العربية السعودية، الرياض، 1432هـــ ـ 2012م.
15.                       نموذج من الأعمال الخيرية في إدارة الطباعة المنيرية، محمد منير عبده آغا الدمشقي، مكتبة الإمام الشافعي،المملكة العربية السعودية، الرياض، ط2، 1409هـ ـ 1988م.








[1] والشيخ ـــ رحمه الله ـــ توفي قبل قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، بيسير، وكانت المنطقة تسمى: ساحل عمان، ولهذا تجده يصف نفسه، في هذه الرسالة، وفي غيرها، بالعماني، وتجده يصف نفسه أحياناً بالأزهري؛ لأنه خريج الأزهر، وبالحنبلي؛ نسبة إلى إمام المذهب، وبالمري؛ نسبة إلى القبيلة التي ينحدر منها الشيخ المؤلف، وبالسلفي، نسبة إلى منهج السلف الصالح ـــ رضي الله عنهم ـــ الذي تربى عليه. وألتقي بالشيخ ـــ رحمه الله ـــ في النسب في الجد السادس، فجده السادس: أحمد؛ هو جدي السادس كذلك.
   وقد أشار صاحب المطبعة المنيرية، الشيخ/ محمد منير الدمشقي، إلى هذه الترجمة بقوله: ( الشيخ عبد القادر بن مصطفى، المشهور ببدران ... وله مؤلفات كثيرة، ذكرناها في كتاب ( المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل )، الذي طبعناه في إدارتنا ). نموذج من الأعمال الخيرية، 443.
[2] اطلعت عليها في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، بدبي، مادة رقم: 417885.
[3] انظر:
ـ لمعرفة تاريخ إنشاء المطبعة: نموذج من الأعمال الخيرية في إدارة الطباعة المنيرية، محمد منير عبده آغا الدمشقي، مكتبة الإمام الشافعي،المملكة العربية السعودية، الرياض، ط2، 1409هـ ـ 1988م، ص 4.
ـ ولمعرفة تواريخ دراسة ابن غباش في الأزهر: الشيخ محمد بن سعيد بن غباش ـ السيرة الذاتية العلمية والعملية، إعداد الأستاذ بلال البدور، ندوة الثقافة والعلوم، الإمارات العربية المتحدة، دبي، 2004م، صفحة 11، 13، 33، 35.
ـ ولمعرفة تاريخ توقف المطبعة المنيرية بوفاة صاحبها: مقال في موقع الألوكة يتعلق بدور الطباعة، كتبه علي أحمد عبد الباقي.
ـ ولمعرفة تاريخ وفاة ابن بدران: نبذة من ترجمة المؤلف وطرف من أخباره، ملحقة بكتاب: المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل، لابن بدران، كتبها الشيخ محمد بن سعيد العماني الحنبلي، ص أ، وهي رسالتنا هذه.
[4] وأتساءل ـــ هنا ـــ أيضاً؛ هل عمل الشيخ، ابن غباش ـــ رحمه الله ـــ، مصححاً في لجنة تصحيح الكتب، في هذه المطبعة المنيرية، التي هي من المطابع الجليلة القدر، التي خدمت تراث الأمة، في مختلف الفنون، وخاصة في كتب العقائد الصافية، كما هو معلوم عند الباحثين، أو أن مشاركته كانت محصورة في كتابة هذه الترجمة، حيث كتبها ابتداء أو طُلبت منه ففعل، من غير أن تكون له مشاركات أخرى في هذه المطبعة ؟.
فإذا عرفنا أن في أول هذه الطبعة من كتاب المدخل تعليقات توقفت في أوائل الصفحات، تشبه طريقة الشيخ في التعليق، وعرفنا أن صاحب المطبعة كان يعهد إلى طلبة العلم بتصحيح الكتب والعناية بها من غير أن يكتب أسماءهم، كما أشار الشيخ محمد الفقي ـــ رحمه الله ـــ، في تعليقة على صفحة 4 من مقدمة إحكام الأحكام: تأيد بذلك أن الشيخ ربما كان قد عهد إليه بتصحيح الكتاب كله أولاً، لكن لا أشك أن الشيخ لم يكمل العمل، أو أكمله ولم يراجع بعدُ وتركها بين يدي المطبعة، وذلك لأن شخصية الشيخ العلمية شخصية تدقيق وتحقيق، وتصحيحات الشيخ لكتبه الشخصية أجود من هذه الطبعة المليئة بالأخطاء والتحريف بكثير، فكيف سيكون عمله في كتاب يصحح للنشر ؟!، لكن قد نستفيد مما تقدم أن الشيخ كتبها في آخر سنة من السنوات الثلاث المشار إليها سابقاً، فقد يكون شرع في العمل في الكتاب ثم رحل عنه، وطبع من بعده.
والمجزوم به: أن الشيخ ـــ رحمه الله ـــ: كانت له عناية خاصة بابن بدران، يدل على ذلك ما كتبه في هذه الترجمة، وما ذكره في آخرها من تملكه أشياء كثيرة من تآليفه.
ثم لا يبعد أن تكون للشيخ مشاركات كتابية في مجلات تلك الحقبة، خاصة المجلات التي هي قريبة من الشيخ، إما من جهة المنهج والاعتقاد، كمجلة المنار، أو من جهة الملابسة، كمجلة جامعة الأزهر، فإنه كان يدرس فيها.
وهناك عدة مجلات كانت تصدر في تلك الفترة الزمنية، مثل: الفتح، والزهراء، وغيرهما. فينبغي أن يُبحث فيها. وفي مجلة المنار رسالة كتبها الشيخ ابن غباش إلى الشيخ محمد رشيد رضا، وهي منشورة في المجلة المذكورة في: 29/ 81. الشاملة.
[5] وهي المرحلة الأولى من توليه القضاء بها، ثم جاءت مرحلة ثانية، وهي توليه القضاء بعد رجوعه إلى رأس الخيمة بعد دراسته بالأزهر، فعمل قاضياً فيها أكثر من عشر سنوات، فمجموع توليه القضاء في رأس الخيمة نحو: خمس عشرة سنة، ثم عمل قاضياً في الخبر في المملكة العربية السعودية ثلاث سنوات، ثم استعفى من القضاء، وانتقل إلى قطر، فدرّس فيها. انظر: الشيخ محمد بن سعيد بن غباش ـ السيرة الذاتية العلمية والعملية، بلال البدور، 15 ـ 16. وقد كان الشيخ/ ابن محمود، القاضي القطري المعروف: يستعين بالشيخ في بعض مجالس القضاء، في تلك الفترة التي لم يكن فيها الشيخ/ ابن غباش قاضياً، بل معلماً للطلبة، أو مشرفاً على دار الكتب القطرية؛ وذلك لمعرفة الشيخ/ ابن محمود: عظيم قدره في العلم. كما أفادني بذلك بعض من درس على الشيخ/ ابن غباش.
[6] وأرجو أن تكون إفادتي بالنوادر ومظنة ما يخفى، فإن عامة ما طبع للشيخ، أو عن الشيخ: عندي، وأعمل على بعض آثاره، لكن هذا لا يشكل شيئاً كبيرًا بالنسبة للمفقود، والله أعلم.
وبريدي الالكتروني حالياً: (ambintouq2020@hotmail.com  ).
[7] ولم أر أهمية التقيد بـــ أو التنبيه على: الفروقات اليسيرة، التي يكثر التساهل فيها، في الخطوط الطباعية القديمة، مثل: إسقاط الهمزات بهذه الصورة: ( ا )، وحقها أن تثبت: ( أ )، أو جعلها في الأعلى وحقها أن تكون في الأسفل، وعكسه، وكذلك إثبات النقط، بهذه الصورة: ( ي )، في موضع المنقوصة ( ى )، وعكسه، ومثل تداخل النقطتين بحيث تكونان كالنقطة الواحدة، أو عدم وضوحها، وما أشبه ذلك؛ لكثرتها، وقلة فائدة التنبيه عليها.
[8] سنح لي رأي، أي: عَرَضَ. انظر: القاموس، 225.
[9] قال الشيخ/ ابن بدران، ـــ رحمه الله ـــ: ( كان [ يعني: شيخه محمد بن عثمان الحنبلي المشهور بخطيب دوما ] ـــ رحمه الله ـــ، يقول لنا: " لا ينبغي لمن يقرأ كتاباً أن يتصور أنه يريد قراءته مرة ثانية؛ لأن هذا التصور يمنعه عن فهم جميع الكتاب، بل يتصور أنه لا يعود إليه مرة ثانية أبدًا ". وكان يقول: " كل كتاب يشتمل على مسائل ما دونه، وزيادة؛ فحقق مسائل ما دونه؛ لتوفر جدّك [ كذا، والمتبادر: جهدك ] على فهم الزيادة ". انتهى. ولما أخذت نصيحته مأخذ القبول؛ لم أحتج في القراءة على الأساتذة في العلوم والفنون إلى أكثر من ست سنين، فجزاه الله خيرًا، وأسكنه فراديس جنانه ). المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل، 488 ـــ 489.
    وقال الشيخ/ ابن بدران ـــ رحمه الله ـــ، في كتاب آخر له: ( وإني بحمد الله؛ لم أقرأ على الشيوخ إلا مدة لا تزيد على خمس سنين، مع الإشراف على فنون المعقول، ومنها: الهيئة، وفن المواقيت، وغير ذلك، ولا أذكر هذا تبجحاً وافتخارًا، وإنما أذكره شكرًا لله على ما أنعم وفتح عليّ به، فله الحمد حمدًا يدوم على الدوام ). نزهة الخاطر العاطر، 2/ 596.
   وقال الشيخ/ محب الدين الخطيب، في ترجمة كتبها عن الشيخ/ ابن بدران، نشرها في مجلة الفتح التي كان يشرف عليها في مصر: ( وتلقّى العلم عن المشايخ مدة خمس سنوات، ثم انصرف إلى تعليم نفسه بنفسه؛ فكان من أهل الصبر على التوسع في اكتساب المعارف ). مجلة الفتح، عدد: 67، تاريخ: 25/ 4/ 1346هـــ. عن: علامة الشام، لمحمد بن ناصر العجمي، 33.
[10] يعني بالأصلين: أصول الدين، وأصول الفقه. وهو اصطلاح معروف عند كتّاب السير والتراجم، تتابعوا عليه.
[11] أي: كما نقله بعض الخواص، عن الشيخ/ ابن بدران ـــ رحمه الله ـــ، أنه قال عن نفسه الكلام التالي.
   يقول الباحث/ نور الدين طالب: ( وقد أغرب الأستاذ/ محمد بن سعيد، العماني، الحنبلي، في ترجمته لابن بدران؛ حيث ذكر أنه كان شافعياً فتحول، وهذا النقل غريب؛ إذ إن المتتبع لسيرة ابن بدران، فيما حكاه عن نفسه: يرى أنه نشأ نشأة حنبلية، ودرس في بدء أمره: ( دليل الطالب )، وتفقه على الشيخ/ محمد بن عثمان الخطيب، مفتي الحنابلة، وقرأ عليه: ( مختصر الإفادات )، وكل ذلك قبل رحلته إلى دمشق؛ فمن أين جاءه المذهب الشافعي، ودومة لم تعرف مذهباً غير المذهب الحنبلي ؟!. ومع ذلك؛ فيمكن توجيه كلام العماني من أحد وجهين:
الأول: أن لابن بدران تحولين: مرة من المذهب الحنبلي إلى المذهب الشافعي، والأخرى من الشافعي إلى الحنبلي!، وهذا بعيد.
الثاني: أن مقصود ابن بدران في كلامه: تحوله في الأصول لا في الفروع، حكى ذلك عن نفسه، على طريقة المتقدمين، الذين كانوا يعبرون عن الأشاعرة بالشافعية، وعن أهل الحديث بالحنابلة؛ فظن السامع له، أو الناقل عنه: أن مقصوده في ذلك في الفروع، وهذا التوجيه ـــ عندي ـــ: أرجح وأصح ). ترجمة ابن بدران، منشورة في النت.
   قد يتأيد الأول؛ بكونه انتقل إلى دمشق، فلم يجد من يطلب عليه المذهب الحنبلي، كما قال في المدخل: ( ثم خرجت من دوما إلى دمشق، وهنالك لم أجد أحدًا يطلب العلم من الحنابلة، بل يندر وجود حنبلي بها؛ ففترت همتي عن إتمامها ـــ يعني حاشيته على دقائق أولي النهى التي وصل فيها إلى باب السلم ـــ، وبقيت على ما هي عليه ). 443.
   وقد يتأيد الثاني، بما تراه في كتبه، وما تراه في مقدمة المدخل بشكل أظهر؛ من تساهله في إطلاق مذهب الحنابلة على عقائد السلف، ومشابهة كلامه هناك؛ بالكلام المنقول ـــ هنا ـــ عن بعض الخواص، بنوع تشابه، وإن كان ابن بدران ـــ رحمه الله ـــ ينص على أن مذهب السلف لا يتقيد بالحنابلة. انظر: المدخل، 45 ـــ 50. و: 493.
   ومع هذا؛ فسياق الكلام المنقول عن بعض الخواص لا يساعد التوجيهين، إلا بنسبة الوهم إلى ناقل من النقلة، كما مال إليه الباحث/ نور الدين طالب. إلا أن كلام الباحث/ نور الدين طالب؛ الذي تساءل فيه: من أين يكون قد أخذ المذهب الشافعي في دوما ؟! جاء فيه ما يزيل الإشكال بقلم ابن بدران نفسه، في ترجمته التي كتبها عن نفسه، ولم تنشر إلا مؤخرًا، حيث جاء فيها: ( ولما كانت سنة ثلاث وثلاثمائة وألف: اشتاقت نفسي طلبَ العلم: فقرأت على الشيخ/ محمد بن عثمان، الشهير بخطيب دوما ... و ( دليل الطالب )، الحنبلي، و ( شرح الغاية )، في فقه الشافعية، و ( شرح العشماوية )، في فقه مالك، مع حاشية الصفتي عليها ... وكتاب ( مختصر الإفادات في ربع العبادات مع الآداب وزيادات )، للبلباني ... ثم رحلت إلى دمشق ... فقرأت عليه [ يعني: شيخه خطيب دوما نفسه قرأ عليه في دمشق ] ... ( شرح المنتهى ) ... وقرأت على الشيخ/ أحمد الشطي: أكثر ( شرح الإقناع ) ... وأخذت في تأليف حاشية على ( شرح المنتهى )، للشيخ/ منصور، وصلت فيها إلى أثناء السلم، وكنت كتبت قطعة من حاشية ( شرح الزاد ) ). موجز من سيرة ابن بدران الذاتية، بقلمه، ضمن: كشكول العلامة ابن بدران، لمحمد بن ناصر العجمي، 15 ـــ 23. وانظر ـــ أيضاً ـــ ذكرَ قراءته لمختصر الإفادات على خطيب دوما بدايات طلبه، في: المدخل، 448.
[12] هذان مصطلحان من المصطلحات المشهورة عند علماء أصول الفقه، يقول الشيخ/ محمد الفتوحي، الحنبلي، المعروف بابن النجار، المتوفى سنة 972هـــ، ـــ رحمه الله تعالى ـــ، في شرح الكوكب المنير، 3/ 473 : ( أما المنطوق؛ فهو: المعنى المستفاد من اللفظ من حيثُ النطق به. وأما المفهوم؛ فهو المعنى المستفاد من حيثُ السكوت اللازم للفظ ). ثم فصل المصطلحين بأقسامهما وأمثلتهما إلى 3/ 524.
[13] قد طبعا بالسلفية، في القاهرة، على نفقة ملك العرب الإمام ابن السعود. [ ابن غباش ]. كذا ( ابن السعود )، بالجمع بين ( ابن ) و ( ال ) قبل كلمة ( سعود )، فلعله خطأ مطبعي، فليتأمل. ويعني به: الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود. مؤسس الدولة السعودية الحديثة ـــ الثالثة ـــ، ـــ رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ـــ، لأن هذا الكتاب طبع على نفقته، ولعل الضمير في قوله ( طبعا ) يرجع إلى المتن وشرحه، أعني روضة الناظر لابن قدامة، وشرحه نزهة الخاطر العاطر لابن بدران، لا إلى الشرحين، شرح الروضة، وشرح النونية؛ لأن المعروف أن شرح ابن بدران لنونية ابن القيم، لم يطبع حتى الآن، بل لا زال في عداد المفقود.
[14] يعني: هذا الذي ألحقت الترجمة به، لأن هذه الترجمة التي كتبها الشيخ/ ابن غباش؛ مطبوعة في آخر هذا الكتاب الذي هو المدخل.
[15] وهي نفيسة، وقد طبعت بدمشق، في حياة المؤلف، وكذا درة الغواص، وشرحاه على الفرائض. [ ابن غباش ].
[16] قد طبع منه خمسة أجزاء، في دمشق، في حياته، ولا تزال الثمانية مخطوطة، كثيرة الخطأ، لما في هامش أصلها من التحريف.[ ابن غباش ].
[17] كذا، والمتبادر: لديه. أي: لدى ابن بدران نفسه، لكن العارف بسيرة الشيخ/ ابن غباش ـــ رحمه الله ـــ: يجده جمّاعة للكتب، نهماً في القراءة، فلا يستبعد عليه مثل ذلك، والشيخ/ ابن بدران ـــ رحمه الله ـــ: كان كذلك ـــ أيضاً ـــ.
تنبيه: وقفت على مخطوطة في دار الكتب القطرية، التي أشرف عليها الشيخ/ ابن غباش ـ رحمه الله ـ فترة، فيها ثلاثة خطوط، أحدها لابن بدران، والآخر لابن غباش ـ فيما يظهر بمعرفتي لخطه ـ، والخط الثالث لا أعرفه. وهي مخطوطة دليل الطالب. ولا يستبعد أن كتب الشيخ/ ابن بدران وصل كثير منها إلى قطر عن طريق الشيخ/ ابن غباش.
   أما عن كتب ابن بدران؛ فيقول الباحث/ نور الدين طالب: ( امتلك ابن بدران، مكتبة علمية جيدة، تضم نفائس المخطوطات، وخاصة في المذهب الحنبلي، ورث بعضها عن جده لأمه الشيخ الفقيه/ أحمد بن مصطفى بن حسين النعسان، ت 1281 هـــ، وبعضها الآخر تملّكه لنفسه، أو وُهب له. ثم إنه لما حصلت له تلك الفتنة المظلمة في بلده، وهاج عليه جهلة الخلق، واستعدوا على مكتبته فأحرقوا ما وجدوه فيها. كما حدثني بذلك بعض كبار السن في دومة؛ ولذلك حُق له أن يصمهم بالحمر المستنفرة، ويصب جام غضبه عليهم في ديباجة كتابه ( المنادمة )، وما بقي معه من مكتبته: احتمله إلى دمشق، وأودعه غرفته إلى آخر حياته، ثم إن مكتبته بعد وفاته: قد صارت لعدة أشخاص، منهم:
1ـ الشيخ عبد الغني بن إبراهيم الدرة الدومي، وكان شاباً محباً للعلم، عاشقاً للكتب، حتى اجتمعت لديه مكتبة غنية بالنفائس؛ اشتراها من عدد من الأسر التي ورثت الكتب ولم تعرف قدرها، ثم إنه توفي وهو شاب؛ فقام ورثته ببيع مكتبته، وكان بعضها من نصيب الأستاذ/ شامل الشاهين، منها خمسة من مؤلفات ابن بدران بخطه، وقد نُشر تقرير وصفي لهذه المخطوطات في ( مجلة معهد المخطوطات العربية )، الصادرة في الكويت ( مج 32/ ج 2/ ص: 213. 239 ).
2ـ ومنهم الأستاذ/ محمد بن سعيد العماني الحنبلي [ وهو ابن غباش كاتب هذه الترجمة ]، حيث قال في ترجمة ابن بدران بعد ذكر كتبه: ( هذا سوى ما لدي من الرسائل والفتاوى من أصناف العلوم، مما لو جُمع لبلغ مجلدات، وما كان يقع في كراس أو كراسين، أضربنا عنه خوف الإطالة ). قلت: وليته لم يخف من هذه الإطالة؛ فلقد حرمنا هذا الخوف كثيرًا من النفائس.
3ـ وصار جزء آخر بحوزة الأستاذ الشيخ/ محمد زهير الشاويش، في مكتبته في بيروت.
أقول: ولا زلت أسمع بوجود كتب أخرى من مكتبة ابن بدران، لدى بعض الأسر في دومة، ولكن لم أستطع الوصول إلى شيء ملموس في الواقع؛ فالله ييسره بفضله ومنه ). انتهى من ترجمة ابن بدران لنور الدين طالب، منشورة في النت.
   تقول الكاتبة/ ماجدة الرحيباني: ( وتوفي عام 1927م، وأخفى الطامعون نبأ موته عن أهله ... وللأسف؛ سُرقت مكتبته الضخمة، ومخطوطات تأليفه. حدثني والدي القاضي/ علي عزو رحيباني: أنه عندما كان طالباً في دار المعلمين؛ كان يزوره في غرفته في مدرسة عبد الله باشا، وكان يقوم على خدمته وتلبية طلباته، وكان ـــ كما أسلفنا ـــ نصف غرفته مكتبة ضخمة، ولذا فقد نُقل على عجل كبير إلى مقبرة باب الصغير، ثم أقدموا على سرقة كتبه ومخطوطاته، وحملوها في أكياس على الجمال ). كشكول العلامة ابن بدران، لمحمد بن ناصر العجمي، 72.
والظاهر أن الشيخ/ ابن بدران ـــ رحمه الله ـــ سرق مرارًا: في حياته، وبعد وفاته، ومن ذلك أن كتب ومخطوطات الشيخ/ ابن غباش ـــ رحمه الله ـــ، ولعل في ضمنها ما أشار إليه في هذه الترجمة من رسائل ابن بدران التي تحصلت له: سرقت في حياته في أسفاره. وبقي شيء قليل من كتب ابن غباش دون المخطوطات. فهذه سرقة لكتب ابن غباش، وهي سرقة لكتب ابن بدران التي عند ابن غباش كذلك.
ملاحظة: كان الشيخ/ فوزان السابق، معتمد الملك عبد العزيز في مصر، وصلة بين علماء السنة في مصر، وعلماء السنة في الشام، وكان بينه وبين ابن بدران اتصال، وكذلك كان بينه وبين ابن غباش اتصال، كما تدل عليه النصوص الآتية، وكان داعية إلى التوحيد والسنة، كثير العناية بطباعة كتب التوحيد والسنة، ونشرها بين أهل العلم، ولا يبعد أن يكون شيء من الكتب التي حصلها ابن غباش من كتب ابن بدران كانت عن طريقه، والله أعلم، وإليك هذه النقولات:
   يقول ابن بدران في رسالة إلى محب الدين الخطيب: ( فإني أرسلت إليكم كتاب ( نزهة الخاطر العاطر شرح روضة الناظر ) في الأصول، وذلك عن أمر الأجل المفضال، الحاج/ فوزان السابق، معتمد سلطان نجد في دمشق؛ وذلك لأجل طبعه مع أخيه ( المدخل ) ... 15 شباط 1923 عبد القادر بدران ... ). كشكول العلامة ابن بدران، لمحمد بن ناصر العجمي، 131.
   ويقول في رسالة ثانية إليه: ( فقد أخبرنا الشيخ/ فوزان السابق، قبل سفره من دمشق؛ بأنه حصل الإذن بطبع كتاب ( المدخل )، و ( شرح الروضة ) الأصولية، وأنه أرسل إليكم بالاستعداد لطبعهما، وأن تؤخروا العمل إلى حضوره إلى مصر، وليلة سفره من دمشق شافهني بأنه حين وصوله يكتب إلي تعريفاً بالطبع ... فالرجاء من حضرتكم إخباري بما تم من أمر الطبع ... عبد القادر بدران 22 كانون ثاني سنة 1924 ). السابق، 132 ـــ 133.
   وكتب ابن غباش، على طرة كتاب ( تلخيص كتاب الاستغاثة المعروف بالرد على البكري لشيخ الإسلام وبهامشه كتاب الرد على الإخنائي له كذلك الذي طبع بأمر الملك عبد العزيز ): ( هذا مرسل من محمد بن سعيد بن غباش، الطالب بالأزهر الشريف، لحضرة الشيخ الفاضل/ عبد الله بن خلف الحنبلي، مستوطن الكويت بالخليج الفارسي، حرر في 17 ربيع1 سنة 1347هـــ، وذلك بأمر الشيخ/ فوزان السابق، معتمد حكومة الحجاز ونجد، في محروسة القاهرة ). علامة الكويت، لمحمد بن ناصر العجمي، 383.
ملاحظة: وكانت العلاقة بين الشيخ/ ابن بدران، والشيخ/ عبد الله الخلف الدحيان: حميمة، وكذلك بين الشيخ/ ابن بدران، والشيخ/ الدحيان، فهذه نقطة اتصال أخرى. وكذلك العلاقة بين الشيخ/ ابن غباش، وشيخه/ ابن مانع، والعلاقة بين الشيخ/ الدحيان، والشيخ/ ابن مانع. وهناك نقاط اتصال أخرى في ترجمة العالمين/ ابن بدران، وابن غباش. فمثلاً: الشيخ/ الشاويش ـ رحمه الله ـ صارت إليه بعض مكتبة ابن بدران، وكانت له علاقة بالشيخ/ فوزان السابق، وكذلك بالشيخ/ ابن غباش، إذ بين الشاويش وابن غباش بعض المراسلات، ـ فرحمة الله على الجميع ـ. والله أعلم.
[18] ومؤلفات الشيخ/ ابن بدران ـــ رحمه الله ـــ، منها المطبوع، ومنها المخطوط، ومنها المفقود. انظر في تحقيق أسماء هذه المصنفات، وفي معرفة حالها: علامة الشام، لمحمد بن ناصر العجمي، 46 ـــ 60. وكذلك انظر المسرد المعد في ذلك في: ترجمة ابن بدران، لنور الدين طالب، منشورة في النت. وانظر: كشكول العلامة ابن بدران، لمحمد بن ناصر العجمي، مواضع متفرقة إذ كل الكشكول في مصنفاته وما كتب عنه، وأول المواضع: 24، وهذا الموضع بقلم ابن بدران نفسه.
[19] وهذا الذي سنح بخاطر الشيخ/ محمد بن سعيد بن غباش ـــ رحمه الله ـــ، قبل نحو 90 سنة: قد تحقق ـــ بحمد الله ـــ بكتابات مطبوعة متداولة اليوم.
[20] الوهم، مسكناً: الظن، ومحركاً: الغلط. [ ابن غباش ].
[21] أي: جلد الخدين. [ ابن غباش ].
[22] أي: في لفظة البدر الموافقة للقبه في أكثر الحروف. [ ابن غباش ]. أي: التوافق بين ( البدر )، واللقب الذي عرف به الشيخ/ عبد القادر الدمشقي، وهو ( ابن بدران )، في أكثر الحروف، وهذا هو التوافق الحسي، وأما التوافق المعنوي؛ فالبدر ينير للناس، والعالم ينير للناس كذلك، لكن بعلمه.
[23] بإسقاط الهمزة للوزن. [ ابن غباش ]. وهو فعل أمر وجّهه إلى نفسه، أي: يأمر الشاعر نفسه بأن يُنهي أبياته بالصلاة والسلام على خير الأنام، فيخاطب نفسه بقوله لها ( وأَنْهي ). هذا هو الوجه الأظهر، بدلالة السياق. أو هو فعل مضارع، أي: يخبر الشاعر عن نفسه بأنه ينهي أبياته بذلك، فكأنه يقول: وأنا الآن ( أُنهي ) هذه الأبيات بالصلاة والسلام على خير الأنام. فالأول بفتح الهمزة، والثاني بضمها، لكن على كلا الوجهين: الهمزة همزة قطع، وتسقط في الأبيات للوزن، كما ذكر الشيخ ـــ رحمه الله ـــ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق